الشمال يساند غزة والجنوب والعين على انتصارات المقاومين
غنوه سكاف
منذ اللحظات الأولى لمعركة طوفان الأقصى البطولية التي بدأتها المقاومة الفلسطينية باقتحام المستوطنات الصهيونية وأسرها لجنود صهاينة، بدأ الجمهور العربي يواكب تلك اللحظات التاريخية من العز والفخر التي لم نشهد لها مثيلًا، والتي خطها بأيديهم مجاهدو المقاومة بكافة فصائلهم على أرض غزة هاشم.
وكان لمناطق الشمال اللبناني الحصة الأكبر من هذه الفرحة بانتصارات المقاومين على العدو الصهيوني في غزة، حيث جابت المسيرات الجماهيرية في كافة شوارع المناطق الشمالية من طرابلس إلى أقصى عكار رافعين رايات فلسطين وقوى المقاومة.
وباتت الوقفات التضامنية والاعتصامات والتظاهرات يوميةً في حياة الشماليين التي تنظمها الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية والقومية من ساحة جمال عبد الناصر وسط مدينة طرابلس، إلى ساحة النصب التذكاري للأسير في السجون الإسرائلية يحيى سكاف في المنية، وصولاً إلى ساحة حلبا وسط محافظة عكار، هذه المناطق التي لها تاريخ حافل وطويل بمواكبة شبابها ورجالها القضية الفلسطينية في كافة المراحل التي مرت بها، حيث انتمى العديد من أبناء هذه المناطق منذ السبعينيات الى صفوف الفصائل الفلسطينية.
و كان اللافت بهذه التحركات الشمالية وقوف معظم القوى السياسية والإسلامية ومشاركتها جنباً إلى جنب في اللقاءات المستمرة تأييداً للمقاومة التي تخوض المعارك البطولية في غزة وفي جنوب لبنان، في تحرك لم تشهده الساحة الشمالية منذ عشرات السنين.
و أمام هذا المشهد أصبحت المقاومة في كل بيت شمالي إن من خلال رايات المقاومة أو من خلال الدعاء للمقاومين حتى وصل بالبعض إلى الإعلان عن فتح منازلهم أمام أي عائلة من الممكن أن تنزح من جنوب لبنان إثر الاعتداءات الصهيونية على المناطق الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة.
وتزامناً مع هذا الحراك كان دور لافت لرجال دين لهم تأثير على الساحة الشمالية من خلال دعوتهم عبر المنابر في المساجد إلى مواكبة التطورات والتهيؤ لفتح البيوت والقلوب للجنوبيين إذا فرضت المعركة على لبنان، لأن العدو الصهيوني هو عدونا جميعاً ويجب أن نقف يداً واحدة في هذه المعركة الوجودية التي يخوضها شرفاء الأمة بمواجهة العدو الصهيوني ومن خلفه الإدارة الأمريكية وقوى الشر العالمية.